الاختلاف والعلاقات الاجتماعية
جميعنا نعلم بأن العالم متغير ليس كما كان عليه
في السابق، سريع في مروره دون أن تلحظ ذلك، فـ الأيام تتنافس في التعاقب على سرعة
مرور الوقت.
تغيرت
المبادئ والقيم التي تسمو بالمجتمعات وترتقي بها وهذا أثره واضح بتجلي، إذ يعكس
الصور الحاصلة لغالب المجتمعات خاصة في الوطن العربي، حتى الدين لُطخ بما لا يمت
اليه بصلة من أفكار رجعية لا تُساهم بتقويم التنشئة الاجتماعية التي هبطت الديانات
السماوية من أجلها.
من هذا المنطلق في التغيير؛ سأتحدث عن الصداقة
التي تغيرت عما كانت عليه في السابق بالرغم انها تعتبر أسمى العلاقات الاجتماعية.
الحاصل الآن هو أن الصداقات أصبحت تنتهي لأتفه
الاسباب التي لا حصر لها ومنها عدم احترام الرأي والرأي الآخر والتشكيك في
العقائد، فهناك ثُلة من الناس تحتم عليك شروط معينة كي يستمروا في صداقتهم معك،
ويخرجوا من هذه العلاقة ما إن تخالفهم في الرأي والمعتقد. وكأنهم بذلك يفرضوا عليك
شروط معينة للاستمرارية.
والسؤال هو منذ متى والصداقة اشتراطية؟ ووفق قيود
معينة؟ منذ متى اختلاف الرأي يفسد كل القضية؟
العقل النير رفض التسليم بالوضع الحاصل وبالقواعد
الوضعية ذات الاستناد الباطل، تحسس بين ما هو موجود وكائن وبينما يود وجوده، حاول
شق طريق خاص به لينشق عن طريق الجماعة ويكون هنالك نظام خاص سلمي للحيز الذي يشغله
على هذه الأرض. قد يُستخف به في بادئ الأمر ولكن ينتهي به الدرب إلى الاستقرار
للأفكار الناضجة التي تعتبر وليدة فلسفته الخاصة به وبالمقابل احترام الآخرين له.
الاختلاف
أمر مهم للاستمرار في هذه الحياة، إذ يعد ضرورة في هذا الزمن الذي أضحى فيه الكل
متشابهين وكأنهم نسخ مكررة من بعضهم البعض، بل إن المنطق في الاختلاف هو التميز
لأنه يظهر لنا شخصيات مختلفة.. أنت وأنا ومن هم حولنا.
لكن الأمر الذي يجهله الكثر في الاختلاف هو حفظ
الود لأنه كما قال الشافعي رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
ولأن المدرسة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع؛
أرى بأن الحلول التي من الممكن أن تكف عن استمرارية مثل هذه الأمور هو تخصيص حصص
لتدريس الثقافة المجتمعية التي تندرج تحتها التنشئة الاجتماعية السليمة التي تحث
على احترام الاختلاف في شتى الأمور، وأثرها في العلاقات الاجتماعية التي تسمو
بالمجتمع وربطها بالمجتمعات السابقة ومقارنتها بما هو حاصل الآن.
تعليقات
إرسال تعليق