خمس دقائق للجمال والغنى
في الآونة الأخير من هذا الزمن الذي أصبح مُريباً في تغيرة السريع؛ باتَ فيهِ الناس مُبتعدين كُل البُعد عما يطور الذات وبالأخص وهو الأحوج إلى تطويره هو تطوير العقل وتزويده بأفكارٍ تعمل على جمال رُقي صاحبه فكرياً ومعرفياً.
أولى أسباب التي أدت إلى ذلك الإبتعاد هي العشوائية في أداء المهمات وعدم تنظيم الوقت، فمن المعلوم أن الوقت كالسيف إن لم تقطعهُ قطعك! نظم وقتك كما يجب أن يكون في الأساس ولا تبخس نفسك حقها في اللهو والمرح ولا ترهقها بحيث يُصبح مجمل وقتك عمل وساعات طويلة في المكاتب وأوراق وقلم من يدك لا يُترك! فمن المؤكد أن نشاطك وحيويتك ستُقتل وخير الأمور أوسطُها.
ثاني تِلك الأسباب وهو الأدهى؛ مُلهيات الحياة السقيمة التي أصبحت تجتاح فئة كبيرة من المجتمع خاصة الشباب الذين بداخلهم قِوى كامنة باستطاعتها إبهار من يرى ما تصنعه أياديهم، وأقصد بالملهيات هي الإنترنت الذي أصبح متوفراً بشكل عجيب في كل حدبٍ وصوب الذي يتم إستخدامه بشكل سلبي جداً مريع.
لو اختليت بنفسك لبضع ثواني وفكرت، ماذا استفدت من قضاء وقتك على هاتفك؟ بالطبع ستكون الإجابة لا شيء.
وهذا السؤال على الأغلب قد وضعه الناس في آخر اهتماماتهم إن كان لديهم إهتمام لشيء في الأساس، دعوني أسألكم السؤال الآتي:
هل نحن مُعتادون على القراءة كما نحن مُعتادون أن نجلس أمام الإنترنت سواء كان على الهاتف أو غيره لَساعاتً طِوال ؟ الجواب في الغالب لا.
ماذا ننتظر إذاً؟ أن تبداً ذاكرتنا بخيانتنا في أدق اللحظات حرجاً قتُقابل أحداً وتبدأ في الحديث معه وفي أعماقك تتسول إلى ذاكرتك لِتُسعفك بإسمه أو تلك المُناسبة التي جمعتكم سوية؟ فقدان الذاكرة هذا يعود إلى تجمد الفكر أو ربما تعضيله.
نقول أن أولادنا لا يقرأون ولا يحبون المطالعة .. بالطبع لن يحبوها لأنه لم يُهدى إليهم كتاب بل أُهدى إليهم جهاز أيبود وأيباد ووو الخ
فلنحبها نحن أولاً ونعتاد عليها كي يروا من هم مُعتبرينه المثل الأعلى في حياتهم وهو الأب والأم ونكسب ثقتهم أكثر مما كانت عليها.
لا تُركموا الغُبار وصدأ أنشئته الأيام التي مضت سُدى وهباء منثورا على عقولكم فأنا واثقة بأن في مجتمعنا عقول لها طاقة عجيبة لم تُصقل ومن المفترض أن تكون في أعلى المراتب فالإنسان تزيد قيمته ويُصبح جوهرة كلما كان عقله غني فكرياً .
فالثقافة والإطلاع على كل ماهو مفيد في هذه الحياة لا يتطلب الكثير كُل مافي الأمر الحاجة إلى الإرادة والعزيمة المُجملة بالقوة بعدها أن تخصص لها جُزءً من الوقت فحسب.
وصية من ذهب: حافظوا على لياقتكم الفكرية بقليلٍ من المُطالعة.
تعليقات
إرسال تعليق