فقدان الذاكرة
كما لو أنه لم تكن لك ذاكرة؛ عش حياتك وأبدأ بنقش ما تود أن يحدث فيها من آمال وطموحات على ورقة بيضاء. إفسح مجالاً لنفسك أن تنفض غبار السنين الذي تراكم عليها وأنسى هموم الدنيا ومن عليها يسكن وأفتح لها ستائر لتشرق منها شمس الأمل تاركاً التفكير في الأشلاء المُلتصقة بجدار الذاكرة لمن هم لا يستحقوننا في بادئ الأمر ولمن هم فشلوا في استنشاق رحيق حُبنا ولن ينجحوا حتى مع غيرنا.
أحضر ورقة وامسك قلماً واكتب أسماء أولئك الذين اقتحموا حياتنا وهم لها لا يستحقون وأبدأ بالشطب، ابتعد عما بهذه الحياة من صخب يُؤذي الروح قبل الأُذن وأخلق لك جو يليق بكيانك أنت، قدم لنفسك ما يحلو لها وما تُسر به وما هو لشخصيتها يخدم.
استمتع بجمال الصمت ورافق به كِتاب فكركَ له يميل ودع جوارحك له تُنصت عقِب ذلك سجل ماراق لكَ في مفكرة تمتلئ بأفكار ترى أنك لها تنتمي.
كُن هادئ الطِباع حتى وإن إشتدت عليك قسوة هذه الحياة حتى وإن عذبتك كُل يوم عذاباً أشد إيلاماً من سابقه، فلو لم تكن الحياة صعبة لما خرجنا من بطون أُمهاتنا نبكي، واستمر بالبحث عن جمال الحياة هُنا وهُناك بهدوء ولا تفوت لحظة فيها إلا وخرجت منها وأنتَ مُستمتعاً كما لو أنك تتراقص على موسيقى هادئة قلبك لها يميل، كما لو أنك تنطرب لصوت العصافير في صباح هادئ، كما لو أنك تتأمل جمال لطافة غروب الشمس على الشاطئ برفقة أحدهم، كما لو أنك تحتضن أمك الحبيبة.
واصل سيرك في هذه الحياة بكل ما بداخلك من همة وعزيمة لكن أعلم أن هُنالك ثمة أمر يجب أن تعلمه كي يكون سيرك سليماً ألا وهو أن الحياة تتسم بصفة على ما يبدو لن تروق لك وهي أنها متقلبة، تارة تُهدينا ابتسامة لا نهاية لها وتارة أُخرى تعبس بِوجوهنا، أرضُها مليئةٌ بالحجارة فلا تتعثر بها بل اجمعها وابني بها سُلماً تصعد به نحو النجاح، نحو ماتريد. واعلم أيضاً أن الحياة ليست بغريبة بل منهم عليها يعيشون يتصفون بالغرابة حينما لا تتضح صدق نواياهُم .
نهايةً : الحياة ستُهدينا الأفضل إن أحسنا الظنَ بالله ونظرنا لها بنظرة إيجابية.
نُشر في صحيفة الخبر تايمز الإلكترونية
تعليقات
إرسال تعليق