حاجة عربية مُلحة
إحترام الخصوصية .. مصطلح معدوم الفهم عند غالبيه من هم يقطنون البلاد العربية التي كانت شامخة سالفًا والكل يخطو خُطاها والإمتثال لما تقدمه كي يقف بجوارها في الصدارة .كثيرًا منكم يتبادر لذهنة ماذا تعنيه الكاتبة بـ إحترام الخصوصية ؟ والبعض منكم يظن بأني سأكرر كلام ثقافي رتيب نقرأه لمجرد تضييع الوقت حينما نكون في ساعات الإنتظار المليئة بالضجر والملل .. وفي الحقيقة الكلام الذي ستقرأه هو حاجة مُلحة ينبغي التطرق لها خاصة في مجتمعنا وتخطيها بالإيجاب بمراحل متقدمة في ظل هذا العصر المُسمى بعصر السرعة .ويعني ذلك ينبغي علينا كـ بشر لنا عقول مُفكرة وإتجاهات وميول مُتعددة ومذاهب وأراء وطرق مُمارسة حياة مُختلفة أن نحترم خصوصية غيرنا كما نود أن نُحترم ونُعامل بالضبط!اقتحام خصوصيَّة الآخرين نابع من تدني مستوى الوعي والثقافة لدى الشخص لأنه مُعتاد على الهمجية في كُل شيء ، فهنالك أناس يعتقدون أنه من العادي جدًا التدخل فيما لا يعنيهم، وإبداء آرائهم تجاه ما يشاهدون ويسمعون ممن حولهم حتى لو لم يُطلب منهم ذلك! وهذا خطأ جسيم وينافي مبدأ الإحترام ومن هذا المُنطلق أود أن أنوه أنه يوجد فرق كبير بمساحة بعد السماء عن الأرض بين موضوع أن نهتم بمن حولنا بصدق ونقدم لهم العون والمساعدة، وبين الفضول وحشر الأنوف فيما لا يُعنيها وإبداء الرأي بهمجية وبشكل غير لائق .فلا تسأل المُطلقة لِما تطلقت ولا تسأل المتزوجة لماذا لم تُنجب بعد ولا تُهاجم جُرأة من يخرج عن المسار المألوف الذي سار عليه أسلافنا من جماعات وشعوب ليسير في المسار "الصحيح" الذي يفترض أن يُسار عليه منذ زمن. كما لاتتطفل وتحكم على جارك من عدد مرات تردده للمسجد طِوال اليوم ولا تكره قريبك وتقطع علاقتك به لأن رأيه السياسي لا يتماشى مع مفهوم ورأي سيادتك ولا تسأل زميلك لما باع منزله أو حتى لما لم يقبل إضافتك في مواقع التواصل الإجتماعي! فثقافة إحترام الخصوصية لدى الشعوب الأخرى في الخارج مُختلفة تمامًا عما يشهده واقعنا العربي، فالجميع هُناك له خصوصية مُطلقة في محيطه الداخلي ولم يكن في يوم من الأيام واقعٌ تحت "المجهر" ويتم إستغلال النصيحة كي يُعبر من خلالها إلى حياته مثلنا!فـ نحن البشر كـ علبة الألوان كل واحد منا يختلف لونه عن الثاني والبعض منا الوانه تتدرج من لون آخر. وخلاصة القول لا تُحبني أو تكرهني ولكن إحترم خصوصيتي ودعني وشأني أُمارس الحياة كما أحب ليس كما تُريده أنت.
تعليقات
إرسال تعليق