كتاب جعل مني كاتبة وصحافية
قبل أن أشرع في قول قصتي مع الكتاب الذي أخذني في رحلة شديدة العُمق واللطف؛
أود أن أقول بدايةً أن الكتاب أهدى لي من قبل أحدهم في وقت لم أتوقعه ولم أتوقع حقيقًة أن أقرأه، فـ أنا لم أكن مُعتادة على قراءة الأدب الأجنبي ولم يخيل لي ولو لمرة واحدة أن أقتني رواية أجنبية وذلك نابع من شدة إيماني بأنه يُستحال أن يستمتع المرء بقراءة كتاب سُطرت حروفه بلغة غير اللغة العربية الفصحى
تلك اللغة التي يعجز اللسان عن وصفها،
فـ يكفيك عزيزي القارئ بأنها اللغة التي نزل القرآن الكريم بها .
لكنني الآن بعدما قرأت هذه الرواية شرعتُ بعدها في قراءة روايتين أجنبية وهما جريمة في بغداد لـ أجاثا كريستي و إمرأة صالحة لـ دانيال ستيل ..
وهذا إن دل على شيء دل على أن الرواية التي قرأتها نالت على استحساني الشديد بالأدب الأجنبي وتقبل الأفكار الخارجة عن محيط ودائرة الكاتب العربي
بدايةً سأطرح ملخص عن محتوى الرواية :
الرواية بإيجاز بسيط هي عن راع من بلاد الأندلس اسمه سانتياغو ، سار من دياره في أسبانيا إلى الأراضي الأفريقية تحديدًا إلى الأهرامات بغية تحقيق حلمه وهو الكنز المدفون في الأراضي التي تشمخ فيها الأهرامات وخلال رحلته حصل ما لا يمكن إيجازه ، فـ حصلت أحداث تحول بينه وبين تحقيق حلمه فـ مع كُل عقبة تعتقد أن اللعنة حلت وأنه لا مجال لـ نسج الحلم على أرض الحقيقة والواقع إلا أن سانتياغو يجد بحنكته وسيلة للخروج من هذا المأزق حتى بلوغه مراده والوصول إلى أرض الأهرامات التي كلفته من عمره سنتان .
قد تبدو الرواية لمن لم يقرأها وكأنها شيئًا من أساطير من هم سبقونا في العيش على هذه الأرض مُنذ الآف السنين وفي الحقيقة نعم الرواية كذلك لكن كويلو أعاد صياغة ما يروى ويحكى لنا بطريقة مُغايرة لما يُكرره علينا كبار السن في سرد الحكايا.
فـ أسلوب كويلو كان مليء بحب الحياة والعمل على تحقيق ما يجعلنا نعيش حياة أفضل ولا أقصد بـ (الحياة الأفضل) أن نحصل على درجة عالية في الثانوية لتسمح لنا دخول الجامعة والتخرج منها للحصول على الوظيفة التي يظن الكثير بأن هذه الدوامة هي التي ستُهدينا الحياة الأفضل .
ما قصده كويلو هو حب تحقيق ما يجعلك سعيدًا وراضيًا عن ذاتك أتم الرضى .. حب أحلامك والسعي وراء تحقيقها واحدًا تلو الآخر دون الإلتفات لارتفاع الجبل الذي يقطن على قمته حلم كل شخص مننا .
أثناء قرائتي لهذه الرواية تغيرت نظرتي نحو الحياة بشكل إيجابي كبير ، فـ دعتني أن أُعد مسار جميل أمضي فيه قدمًا نحو الأفضل وخلع جميع المعوقات التي تقطن في عقلي من جذورها .
الحِكم التي تملأ صفحات الرواية وأسلوب الكاتب في تجسيد البطل والسُبل التي دعته يتخطى العقبات التي واجهته دعتني أنا أيضًا أثقب الجدار الذي حال بيني وبين تحقيق حلمي وبتُ أسير شيئًا فـ شيئًا نحو تحقيق الحلم بعدما كان يبدو لي بأنه صعبًا وأن الحلول مُستعصية ولا جدوى من التفكير بها .
لكن بعدما ثقبت الجدار وأصبحت الرؤيا ملونة أدركت بأنه يمكن للعقل أن يُبدع ويتفنن بقدرات قد لا تخطر على صاحبه! ، وأنه يجب علي أن أنقل ما ود كويلو إيصاله حينما شرع في كتابة روايته،
وهو بأن لا ينبغي علينا أن نفسح مكانًا لليأس في نفوسنا بل على العكس يجب أن نتحلى بعزيمة عالية ترى الصعاب توافه وأمور سهلٌ تحطيمها والتغلب عليها .
حينما دفعتني الرواية لتحقيق حُلمي بأن أُصبح كاتبة؛ كـ بداية شاركت بالملتقى الأدبي الرابع بالدمام بـ مسابقة تُدعى صدى الحرف نظمتها جامعة الدمام .. الجامعة التي أدرس بها .
حينما رأيت الإعلان في أروقة الجامعة عن المسابقة قلت هذه فرصتي لتحقيق الحلم ، وفعلًا شرعت بكتابة مقال تحت عنوان (يأس .. متى تنتهي الحكاية؟)
وكنت حينها تحت وطأة تأثري في الرواية وموضوع تحقيق الحلم إذ قُلت فيه : أبذل الأسباب فكر.. حاول.. ابتدع شيئًا جديدًا وثق في نفسك وما بجوفها من طاقات فـ من أبدعوا قبلك كان الأمل شمعة تُضئ ليلهم، ولا تنتظر السماء تُمطر عليك حظًا، فمن الواجب توديع السلبية في تفكيرك والمبادرة بالتجربة وإن كان يتخللها فشل!.
وبتوفيق من الله حصل مالم أكن أتوقعه.. نال المقال استحسان اللجنة المُحكمة وفاز بالمركز الأول لأفضل نِتاج أدبي في المقال و دون في كتاب اسمه وحي القلم.
ومن هنا انخرطت في تنمية ما كان في المخيلة صعبًا وبحمدالله كتبت في صحف عدة وأصبح لي رصيد لا بأس به من القُراء والمتابعين.
هذه هي تجربتي مع القراءة التي ألهمتني الكثير وأرشدتني للطريق الذي جعل مني كاتبة وصحافية .
نُشر في مجلة المرأة العربية
يوذ
نُ
تعليقات
إرسال تعليق