الضفاف السعيدة أو.. ما نفستو من سلم د.الصغير
وأنا في بداية كتابة قراءتي حول هذا الكتاب؛ كل ما خشيته هو أن أجحف هذا الكتاب حقه.. ليس لأنني عاطفية وأميل إلى كل شيء قريب مني أو يشبهني؛ بل لأن الكتاب تحفة نادرة من نوادر الأدب العربي في العصر الحديث التي باتت تختفي إن لم تكن تلاشت في هذا الزمن السقيم.
الكتاب كل صفحة فيه تتمتع ببذخ جمالي لا حدود له، حبكة في السرد مع نثر بعضًا من التشويق الماتع خلف الحروف وبين السطور وعلى الكلمات..
هو عبارة عن رواية لكن بعدما قرأتها فهي أوسع وأعمق من أن تكون رواية مثلها مثل باقي الروايات!
خُطت بقلم عراقي أصيل خالص وربما هذا السبب وراء بذخها الجمالي. الكاتب عدنان يعقوب القره غولي خط لنا تحفة عظيمة شاملة لبعض ما يمكن أن تتعلمه خلف مقاعد الدراسة، لكن الفرق هنا بأن الرواية تُعلمك بكل متعة وبشكل خفي سلس أما مقاعد الدراسة فهي كـ عادتها مُملة رتيبة .
الضفاف السعيدة أو.. ما نفستو من سلم د.الصغير هو العنوان الذي اختاره عدنان لروايته ، عنوان غرائبي كـ اسمه بسطور غرائبية مميزة لم يعتادها الأدب المعاصر .
الرواية تتحدث على لسان إمرأة درست الأدب الإنجليزي ومشت في دروب الأدب فـ صارت صاحبة مكتبة عريقة في بغداد ورثتها عن عائلتها وطورت منها حتى أصبحت وكأنها متحفًا ثقافيًا، ففيها تجد أجمل اللوحات تُزين الجدران والموسيقى تجوب بين أرفف الكتب وقصائد إنجليزية تُترجم وتعلق كل إسبوع على الجدران وتضفي مزيدًا من الجمال مع اللوحات. مرت البطلة بحوادث مريرة قاسية منذ الصغر حتى بات السواد هو لون طفولتها الذي يمر في طيفها ما إن تذكرت أيام الطفولة وموت أبيها ومن ثم فقدان والدتها في أيام مراهقته.
نّمت البطلة وسط ظروف قاسية كانت تمر بها العراق حتى أن موسيقى العراق المميزة هي الغارات.
رواية أعتبرها رواية نفسية إجتماعية تُبين مدى أثر طفولة الإنسان على حياته القادمة هذا إن لم تكن الطفولة وأيامها مقياس لنجاح الإنسان في المستقبل من عدمه.
كما أن أعتبر الرواية تحفة باذخة الجمال تدل على رُقي كاتبها ولا تصلح إلا لقارئ مثقف متذوق للفن والأدب والموسيقى لما في الرواية من إشادة فاتنة للقصائد العذبة والروايات ومقطوعات الموسيقى الأجنبية .
نُشر في مجلة المرأة العربية - قسم كتب وآراء
تعليقات
إرسال تعليق