المقبرة الإفتراضية بين الزواج والإنجاب و نجاح المرأة

جميعنا نعلم الآن بأن كل شيء بات مريب فلا شيء ثابت..
كل شيء يتغير لدى الأفراد بسرعة لا كابح لها
فـ الأراء الشخصية تتغير والمعتقدات وطريقة التفكير والتعامل مع الأمور الحياتية والعالم أجمع يتغير في كل ثانية من الدقيقة كما لو أن الأرض لا تستغرق ٢٤ ساعة لإتمام دورانها حول نفسها بل أن ما يجوب داخل هذا الكوكب يتغير بلمح البصر أو بأسرع من ذلك.

ومن إحدى هذه التغيرات؛ مواكبة المرأة العربية العصر الجديد وإذ هذا ما يفترض حدوثه منذ سابق الأيام وقديم الأزمنة، فـ أصبحت المرأة الآن تجلس خلف مكاتب مختلفة المسميات الوظيفية والمهام والأداء بما يتوافق مع إمكاناتها وخبراتها التي طمحت أن تصل لها.
إذ الآن نرى لم تكتفي المرأة العربية حتى بوظيفة تنتظر أجرها نهاية كل شهر بل أصبحت تدير عملها الخاص أو مشروع قائم بحد ذاته على خبرتها ومهاراتها التي عملت بجد دون تكاسل أو تباطؤ لكي تصل إليها، تخطت كل المعوقات التي تواجهها وكلام المحبطين الذين لا يملكون أي سلاح سوى اللسان لنشر ما يمثلهم.
وتأتيك إحداهن وتقول أنا لا أستطيع أن أكمل في عملي أو دراستي بسبب الزواج والأبناء!
إذ وكأن الزواج وإنجاب الأبناء مقبرة نجاح المرأة وخندق كبير يحول بينها وبين نجاحها أو حتى في أبسط الأمور وهو إكمال تعليمها!
فـ بعضهن تقول سـ أنتظر حتى يكبر أبني أو ابنتي وتلتحق بالمدرسة أو الحضانة وأبدأ بإكمال تعليمي أو البحث عن وظيفة، متناسية بأن متطلبات سوق العمل لم تعد كما في السابق نظرًا للتعداد السكاني وإقبال النساء على التعليم والوظائف بشكل يختلف عن السابق، وقتها تكون شهادتك قد أكل عليها الدهر وشرب ولا يتوفر لديك خبرات مهنية فتكون فرصتك في الحصول على وظيفة ضعيفة جدًا بنسبة لا تكاد تذكر! أما إن كانت للتو ستكمل دراستها فهذه قضية أخرى أسوأ.
سؤالي الآن موجه إلى كل اللواتي يرددنَ نفس الإجابة المُضحكة "هل تعتقدين بأن كل إمرأة ناجحة مهنيًا أو وصلت إلى درجة علمية تطمح بها أو حتى أكملت دراستها لم تتزوج؟ أو لم يكن لديها أسرة تهتم برعايتها وتعولها؟"
جميع اللواتي نجحن في حياتهن كانت لهن أسر وأطفال وزوج أي حياة أسرية مثل كل البشر، لكن الفرق هنا هو كيفية التعامل والتوفيق بين الدور كـ إمرأة عاملة والدور كـ أم وزوجة.
ولا يتطلب لذلك جهدًا لتعلمه، المسألة فقط تعود لتنظيم الوقت والمهام الحياتية التي يفترض على الكل تعلم هذه المهارة لإنجاز أكبر قدر من الأمور التي نريدها،
فـ إذا أستطعتِ تقسيم وقتك بما يتناسب مع الجهد الذي سيبذل ستكون حياتك منظمة ويمكنك المضي قُدمًا فيها بكل سلاسة والوصول إلى كل مايشغل البال من طموح والوصول إليه .
المشكلة ليست في الزواج ولا الأبناء بل في الهمة  لنيل المُراد وبعض المهارات التي ما إن تم العمل على اكتسابها انفكت العقدة.

نُشر في مجلة المرأة العربية

تعليقات

المشاركات الشائعة