المرأة في الروايات العربية
الروايات هي واحدة من أكثر أنواع الكتب شيوعًا، إذ لها النسبة الأكبر في ذيعان الصيت مقارنة بأنواع الكتب الأخرى ذات التصنيفات المُختلفة، فترى على أرفف غالبية المكتبات بأن الكتب الأكثر مبيعًا دومًا من نصيب الروايات، و أعتقد بأن البعض الآن و بينما هو يقرأ مقالتي هذه لا يعرف ما هي الأنواع الأخرى من الكتب . . بالطبع عزيزي القارئ أنا لا أقصد كُتب الدراسة بل كُتب الفلسفة ، السير الذاتية ، أدب الرحلات ، التاريخ والحضارات ، الفنون و الموسيقى ، السياسة ، الأساطير والملاحم وغيرها من الكتب التي برأيي تفوق في أهميتها وغزارة معلوماتها الروايات .
و لأننا في هذه الحياة نواجه مرارة الواقع و الإرغام على أمور لا تتوافق مع إنسانيتنا التي نأمل ونطمح أن تكون عليه؛ نلجأ لقراءة الروايات لأنها تجعلنا ألطف، القصة طريقة تواصل مع البشر، وعندما يجتمع إثنان فهما يتبادلان القصص لا المعلومات.
والبعض لا يفضل البوح الكثير الغير صحي فيلجأ لرواية تُلامسه وتكون بديلًا عن الشخص الذي ربما وإن شاركته ما يشعر به؛ أفشاه غدًا عندما يزول سرد القصص لشخص آخر!.
لا أعرف لماذا كتبت كل هذا عن الروايات لكن فلنعتبر عزيزي القارئ مقدمة لطيفة عنها، لكن ما أود الكتابة عنه فعلًا هو المرأة في بعض الروايات الذكورية.. و الوصف الدقيق الذي تعدى بأن يكون مبالغ فيه فهو وصل إلى مرحلة أبعد من ذلك تمامًا.
أذكر مرة سألت أحدهم "وهو كاتب روايات عربي" وقلت له لماذا المرأة دائمًا وصفها في الروايات من أكثر الأمور عُرضة للتطرق والإسهاب ؟ وكان رده: المرء دومًا يبحث عن الجمال كي يعكسه في كتاباته و في دوامة هذا البحث المُستمر المرأة تأتي في المرتبة الأولى.
ومن رأيي هذا هِراء و عمل لا أخلاقي مُغطى بمهنة الكتابة.. أي و كأنك ترتدي بزة أنيقة و تذهب لكي تسرق.
على كثرة قراءتي للكتب؛ إلا أنني لم أقرأ يومًا رواية لكاتبة و وصفت الرجل و صفًا عميقًا و فصلت معالم جسده كاملة و كأننا لا نعرفها! لا أذكر بأن ذلك حدث قط.
ما هو غريبٌ الآن هو تقبل غالبية القُراء لمثل هذه الروايات التي وكأن السبب الوحيد لولادتها و تواجدها في المكتبات هو جسد المرأة.
قيل في إحدى الجلسات الحوارية للأدب العربي بأننا يجب أن نتقبل التطور في طور سياق التمدد للمدنية.. لكن أعتقد بأن كل إمرأة واعية توافقني الرأي في أنه إذا إستمر الكاتب العربي بمثل هذه الطرق من الوصف؛ فهو لن يعكس لنا سوى صورة حية لعقلة من الداخل و كيف يفكر.
نُشر في مجلة المرأة العربية - قسم كتب وآراء
تعليقات
إرسال تعليق