في ذكرى الموسيقي أنطونيو فيفالدي


يصادف إحدى أيام الشهر الجاري "مارس" ذكرى ميلاد الموسيقي الشهير أنطونيو فيفالدي الذي لمع أسمه ولاقى صدى إثر تأليفه مجموعة الفصول الأربعة أشهر المقطوعات الموسيقية فيما يخص المجموعات.

في مدينة البندقية الإيطالية باليوم الرابع من شهر مارس سنة ١٦٧٨م ولد فيفالدي الذي يعتبر اليوم أحد أهم مؤسسي فن الباروك، الذي هو عبارة عن فطام الموسيقى من الغناء عن طريق كتابة مؤلفات طويلة  تمتاز بالزخارف الموسيقية في التنوع والتكرار والتجديد بحيث تستطيع أن تستحوذ على انتباه المستمع ومشاعره.
ومما ساعد فيفالدي في شق الطريق الموسيقى هو والده الذي كان عازف كمان في أحد الكنائس الإيطالية.
كان فيفالدي يتميز بالعطاء والإخلاص والتفاني في العمل؛ حيث سخر نشاطه الموسيقي ما بين التأليف والتعليم مما أكسبه غزارة الإنتاجية.
عمل كعازف ثم ملحن ثم المسؤول الموسيقي في دار الرحمة التي كانت تأوي الأيتام والأبناء الغير شرعيين في مدينة البندقية، فبادر فيفالدي بشغل أوقات الذين شردتهم الدنيا و آوتهم في هذه الدار التي كان أغلبها فتيات من ضحايا العلاقات والنزوات العابرة، وبدأ بتعليمهن وإضفاء المغزى من حياتهن من خلال تدريبهم على الموسيقى الصوتية والآلية والغناء ضمن فرق، فأسس فيفالدي في الدار أوركسترا ذاعت شهرتها في أوروبا إثر تقديمه حفلات لعامة الناس في أيام الآحاد التي يُمارس فيها المسيحيون طقوسهم الدينية، إذ كانوا يعزفون ما تم تدريبهم عليه على يد فيفالدي من وراء حواجز وقضبان والسبب يعود لمنع الكنيسة عزف وغناء البنات آنذاك.

كان فيفالدي كغيره من الفنانين يعاني من الحساسية الشديدة التي غذت عبقريته، وقد يتجلى ذلك في موسيقاه.. إذ روي عنه حينما كان في الخامس والعشرين من عمره وبينما هو يتلو القداس في الكنيسة، خطر له موضوع يصلح جوقة موسيقية فغادر المكان وذهب إلى الداخل ليدون ما خطر بباله كي لا يفلت منه ثم عاد ليكمل تلاوة القداس .

الجدير بالذكر أن فيفالدي كاد أن يكون نسيًا منسيًا للأبد لولا أن بعض المهتمين بالموسيقى تتبعوا تطور الموسيقي الشهير "باخ" الذي كان من عصر فيفالدي وتأثر به؛ وإلا لما حظيَّ بشهرته الحالية، فهو مات فقيرًا حينما غادر البندقية إلى فيينا بحثًا عن عمل في القصر الملكي و دفن في مقابر الفقراء سنة ١٧٤١م.

نُشر في قسم فن - مجلة المرأة العربية 

تعليقات

المشاركات الشائعة