السر وراء تقدم المجتمعات وتخلفها
تعد
اللغة أكبر من كونها وسيلة تواصل بين البشرية لكونها تحمل قيمة جوهرية وذلك من
خلال الأفكار التي تحملها والمفاهيم التي يُتحدث بها ويتواصل الناس من خلالها سواء
كان ذلك مباشرة أو عن طريق التدوين لحفظ هذه القيم بين دفات الكتب، إذ تعد
مستودعًا واسعًا للثقافة يُرجع له .
تعد قراءة الكتب من أكثر مصادر العلم والمعرفة و أوسعها،
حيث حرصت الأمم المتيقظة على نشر العلم وتسهيل أسبابه، وجعلت مفتاح ذلك كله من
خلال تشجيع القراءة والعمل على نشرها بين جميع فئات المجتمع.
وكما
نوهنا سابقًا بأن الكتب ليست محصورة على فئة معينة فهنالك العديد من الفئات ذات
الموضوعات المختلفة التي يمكن أن يقُرأ بها ، والموضوع ذاته بالنسبة للفئات
العمرية أيضًا، فالكتاب خير صديق وجليس لكافة ومختلف الأعمار بالإهتمامات المتنوعة
، ومما لا شك فيه بأن القراءة تربط المجتمع
بتراث أمته الذي يشكل في كل أمة قاعدة البناء الحضاري له، وهذا التراث ما كان
لينتقل من جيل إلى جيل من غير القراءة، وبالرغم من أهمية ذلك الأمر إلا أن كثيرًا
منا يغفل بأهمية القراءة في مرحلة الطفولة، مكتفين بالكتب المدرسية
عوضًا عن الكتب الثقافية المهتمة في الطفولة وإهتمامات الطفل في مرحلة مبكرة التي
من شأنها يمكن أن توسع مدارك الطفل نحو إهتمامات وطموحات تعود بالنفع على الطفل
أولًا من ناحية تشكل الشخصية وتبلورها بطريقة سوية ومن ناحية إفادة المجتمع تُجنى
ثماره لاحقًا .
وبما أننا نتحدث عن الطفل فأقرب شيء لإيصال المفاهيم والقيم من خلال
القراءة هو القصص، إذ أن شعبية القصص تعدت كونها محبوبة من قبل الصغار فكما نوهنا
في تقرير صحفي أُجري سابقًا بأن الروايات هي أكثر الكتب إقبالًا من قبل القراء.
ومن منطلق أهمية هذا الأمر وتأييدًا لمقولة العلم
في الصغر كالنقش على الحجر؛ نوصي الأباء والأمهات بضرورة الإلتفات لهذا الموضوع
والتعامل معه بجدية والبدأ بأنفسكم أولًا والقراءة أمام أطفالكم ثم التدرج في ذلك
وقراءة الكتب التي تتناسب مع أعمارهم معهم من ثم إصطحابهم للمكتبة لإختيار كتبهم
بأنفسهم معكم لما في هذا الأمر الأثر والنفع الكبير الذي كما قلت في بداية المقال
تُجنى ثماره لاحقًا.
نُشر
في مجلة المرأة العربية
صفحة
إستفتاء الإسبوع
تعليقات
إرسال تعليق