السر وراء إرتفاع معدلات الطلاق

تعتبر الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع ، ويعتمد صلاح المجتمع وتقدمه على نجاح هذه اللبنة التي تعتبر وكأنها حجر الأساس للحياة ومزاولة المجتمع لها . وبالطبع لا شيء ينجح ما لم تتوفر له السبل والأجواء الملائمة لذلك.

الزواج هو أولى مراحل بناء منظومة الأسرة على مر العصور، إلا أنه في الآونه الأخيرة وكما تشير آخر الدراسات بأن حالات الطلاق في الوطن العربي في إزدياد مستمر حتى أصبحت المحاكم تُنذر بأنه لو إستمر الوضع على هذه الدوامة لسوف يصبح توثيق الطلاق في المحاكم أكثر من توثيق النكاح وهذا أمر يدعو للقلق والحيرة والتساؤل.
لماذا لم تعد المرأة العربية تخشى الطلاق الذي كان هاجس مرعب لأي امرأة في السابق؟ ماهي الأمور التي من شأنها جعلت الطلاق منتشر إلى هذا الحد المريب الذي يكاد يخرج عن السيطرة والمسار الغير مألوف؟

في سلسلة استفتاء الأسبوع التي أطلقناها مؤخرًا عبر حسابات موقعنا عبر شبكات التواصل الإجتماعي؛ جاء الاستفتاء الرابع حول هذا الموضوع ليُطرح تساؤلًا على المتابعين بتويتر وفيسبوك
وكان السؤال كالآتي:
برأيك يعود ارتفاع معدلات الطلاق إلى
-         التسرع في الزواج
-         استقلالية المرأة المادية
-         إرتفاع سقف التوقعات
-         مشاكل مادية

فقد أثبتت الدراسات الإجتماعية أن من أسباب إرتفاع معدلات الطلاق سوء العشرة الناجم عن سوء اختيار الزوج المناسب لمجرد الإستعجال والتسرع لدخول عالم الزواج وإفتقارهم لجوهر الثقافة الأسرية التي تسهم في إدراك أهمية منظومة الأسرة ودورها في المجتمع وأثرها على نجاح كل من الأب والأم والأبناء في المستقبل.

من جهة أخرى؛ استقلالية المرأة المادية تعد من أهم وأولى الأسباب التي تدعوها بالاكتفاء بذاتها في حال كان الزوج ليس بالمستوى المتناسب ليكن أب يرعى أسرة ويقدر الزوجة قبل ذلك كله.  كما أن استقلالية المرأة النفسية والإجتماعية مرتبطة إلى حد كبير باستقلاليتها المادية التي تمكنها من الإكتفاء الذاتي لتكون منتجة، ناشطة، وغير تابعة لأحد.

أما ناحية إرتفاع سقف التوقعات فهذا هو الأمر الشائع خاصة بين الشابات اللواتي يتزوجن في سن مبكرة، فمع الأسف بعضهن يعتقدن بأن الزواج هو الخلاص الأول من مسؤولياتها في بيت أهلها وسلطتهم عليها - في بعض الحالات –  وتدني المستوى المعيشي ، كما يعتقدن أن الزواج عبارة عن سفر ومرح،  لكن الأمر ليس بهذه الصورة الوردية فالزواج له مسؤوليات وحقوق وواجبات من كلا الزوجين التي لا تُلغى على أحدهم في حال قام أحدهم بالعطاء أكثر من غيره.

وأخيرًا المشاكل المادية، يقول المثل الإنجليزي الشهير: (إذا دخل الفقر من الباب هرب الحب من الشباك) 
المشاكل المادية تُعد من الأسباب المهمة لتفشي ظاهرة الطلاق خاصة مع الأوضاع التي تجري في مسارات وعرة في أرضنا العربية، المتطلبات الحياتية دومًا في إزدياد، وبحسب الدراسات النفسية الإجتماعية التي تشير
 بأن الظروف المادية الصعبة للدول إثر الحروب تؤدي إلى ظروف مادية صعبة على المواطنين العاديين وبالتالي هذا يؤثر على الوضع العاطفي للزوج والزوجة الذي يتذبذب إثر هذا كله.

 نتائج الاستفتاء

نُشر في ملتقى المرأة العربية 
صفحة إستفتاء الأسبوع

تعليقات

المشاركات الشائعة